الزواج في الإسلام
الزواج في الإسلام
قد رغّب الإسلام في الزواج وحث عليه في القرآن وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما وراءه من أهداف وما يحققه من مقاصد في الحياة الإنسانية.
أولاً الزواج هو شرعة كونية، كل شيء في الكون قائم على الازدواج، الله تعالى يقول
ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون، سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون
يعني التقابل هذا بين الموجب والسالب، حتى في الذرة التي هي قاعدة البناء الكوني هي فيها إلكترون وبروتون أو شحنة كهربائية سالبة وأخرى موجبة، فهذا التزاوج هو سنة كونية، فالإنسان لا ينبغي أن يشذ عن هذه السنة الكونية، ولذلك منذ خلق الله الإنسان الأول آدم وأسكنه الجنة لم يدعه وحده في الجنة، لأن ما معنى أن يسكن الإنسان في الجنة وحده ولا أنيس له ولا جليس، ولذلك خلق الله آدم وخلق من جنسه زوجاً
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن إليها
كما في آية أخرى
وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة
فهذا أول شيء أن الزواج يتآلف مع السنة الكونية، من ناحية أخرى هو السبب الوحيد لبقاء هذا النوع، الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليعمر الأرض ويكون له خليفة في هذه الأرض وكيف يبقى الإنسان؟! لابد أن يزدوج مع امرأة أخرى حتى يحدث التناسل، والقرآن يشير إلى هذا بقوله
والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة
والحديث يقول "تناكحوا تناسلوا" فهذا أيضاً مقصداً هاماً جداً، هناك مقصد آخر أن الله ركَّب في الكيان البشري ما نطلق عليه الغريزة الجنسية أو الدافع الجنسي الفطري، إن الرجل يميل إلى المرأة، والمرأة تميل إلى الرجل بحكم الفطرة البشرية، فلابد أن تشبع هذه الفطرة، فجاءت الأديان تنظم إشباع الغريزة، لا تطلق لها العنان، الناس وقفوا من هذا الأمر مواقف ثلاثة: هناك أناس كبتوا هذه الغريزة "نظام الرهبانية" وهناك أناس أطلقوا لها العنان بلا ضابط ولا رابط "فلسفة الإباحية"، وهناك النظام التي جاءت به الشرائع السماوية وختمها الإسلام، وهو أنه نظم هذا بأن يكون ذلك عن طريق هذا الزواج الذي سماه الله تعالى في القرآن ميثاقاً غليظاً وهذه كلمة قالها عن النبوة، قال عن الأنبياء وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً وقال عن الزوجات وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً رباط متين مقدس، فلابد للإنسان لكي يشبع هذه الرغبة الفطرية من هذا الزواج، وهذا جاء في الحديث "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" والله تعالى يقول
أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن
في الديانة اليهودية |
تنص التعاليم اليهــوديــة عــلى مقت العزوبية باعتبارها خـــطيئة وتلزم مــعـتـنقيها بالزواج بعد سن العشرين كما يرون ان الإجهاض وقتل الأطفال و…من وسائل تحديد النسل جريمة ومن أعمال الكفرة. وكل بنت أو زوجة تأتي بفاحشة تستحق الرجم بالحجارة وإذا تعرضت المرأة المتزوجة للاغتصاب فيحكم على الرجل بالقتل اما البنت الباكر إذا تعرضت للاغتصاب فعلى مغتصبها دفع غرامة مالية وضمها اليه كزوجة مدى الحياة لاساءته إليها وان المضبوطين بالجرم المشهود يقتلان معا ومن يقذف محصنة دون بينة يحكم عليه بالتعزير والغرامة. |
في الديانة المسيحية |
لا تختلف المسيحية عن اليهودية في هذه القضية لأن المسيح جاء مصدقا لما في التوراة. ولهذا فقد حرمت المسيحية الإجهاض ووأد الأطفال بحيث سوى بينهما وبين القتل العمدي كما حر م اللواط وذمه أشد الذم. والثورة الأخلاقية التي فجرها عيسى كانت في واقعها حربا ضد التحريف والتحلل والتفسخ عند بني إسرائيل جاء في الإنجيل سمعتم انه قيل لا تزن اما أنا أقول لكم من نظر الى امرأة يشتهيها فقد زنى بها قلبه فإذا دعتك عينك اليمنى الى الخطيئة فاقلعها وألــقها عنك فإنه خير لك ان يــهلك أحـــد أعضائك ولا يذهــب جســـدك كله لجهنم وقيل من طلق امرأة فليعطها كتاب الطلاق أما أنا فأقول لكم من طلق امرأته إلا في حالة الفحشاء فقد عرضها للزنا. |