محمد رسول الله
هو «أبو
القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (واسمه
شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان». هذا هو المتفق عليه من نسبه، أما ما فوقه ففيه اختلاف كثير، غير أنه
ثبت أن نسب عدنان ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم.[43][44]
أبوه: هو عبد الله بن
عبد المطلب، أمّه
"فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب".[51][52] كان عبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفّهم وأحبّهم إليه،[43] وأصغرهم من
بين أولاده،[53] وهو الذبيح،
الذي فداه أبوه بمائة من الإبل.
أمّه: هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أمّها "برّة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار
بن قصي بن كلاب".[51] كانت آمنة تُعد يومئذٍ أفضل امرأة في قريش نسبًا
وموضعًا،[54] وكان أبوها
سيّد بني زهرة نسبًا وشرفًا.[43]
أعمامه
وعمّاته: هم العباس، وحمزة، والزبير، والمقوَّم، والحارث،
والغيداق، وقُثم، وعبد الكعبة، وجَحْل (واسمه المغيرة)، وأبو لهب (واسمه عبد العزَّى)، وأبو طالب (واسمه عبد مناف)، وضرار.[55] وأما عمّاته، فهنّ عاتكة، وأميمة، وأروى، وأم حكيم (وهي البيضاء)، وبرّة، وصفيّة.[56] ولم يسلم منهم إلا حمزة والعباس وصفية، واختُلف في عاتكة
وأروى.[57]
أخواله
وخالاته: لم يكن لمحمد أخوال وخالات إلا
"عبد يغوث بن وهب"،[56] وكان محمد
يقول عن سعد بن أبي وقاص «هذا خالي فليرني
امرؤ خاله»،[58] وذلك لأجل أن
سعدًا كان من بني زهرة وكانت أم النبي أيضًا منهم.[56]
ولادته
لما بلغ عبد الله بن عبد المطلب ثمانية عشرة أو خمسة وعشرين سنة،[59] زوّجه أبوه آمنة بنت وهب من عمّها "وهيب بن عبد مناف" وقد كانت تعيش عنده.[60]
فبنى بها عبد الله في مكة فحملت
بمحمد، وكانت آمنة تحدّث أنّها حين حملت به أُتِيَت فقيل لها «إنّك
قد حملت بسيّد هذه الأمّة، فإذا وقعَ على الأرض فقولي "أعيذه بالواحد من شرِّ
كل حاسد"، ثم سمّيه "محمدًا"».[61]
ثم لم يلبث أبوه عبد الله حتى خرج إلى الشام
للتجارة، فمرّ بالمدينة فأقام عندهم مريضًا شهرًا ثم تُوفي عن عمر خمسة وعشرين عامًا،[62] ودُفن في "دار النابغة" (وهو رجل من بني عدي بن النجار)،[60] وكانت آمنة
يومئذٍ حامل بمحمد لشهرين (رأي الجمهور)،[46] تاركًا وراءه خمسة أجمال، وقطعة غنم، وجارية حبشية اسمها
"بركة" وكنيتها أم أيمن.[60]
وبعد أن بقي محمد في بطن أمه تسعة أشهر كملّاً،[63] وُلد في مكة في شعب أبي طالب،[معلومة 1] في الدار التي صارت تُعرف بدار "ابن يوسف".[44][64]
وتولّت ولادته "الشِّفاء" أم عبد الرحمن بن عوف.[65]
وفاته
كان أوّل ما أُعلم به النبي محمد باقتراب أجله ما أُنزل عليه في فتح مكة،[328] من سورة النصر:
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ
وَالْفَتْحُ
.[329]
وكان ابتداءُ مرضه الذي تُوفي فيه أواخر شهر صفر
سنة 11 هـ بعد أن
أمر أسامة بن زيد بالمسير إلى أرض فلسطين، لمحاربة الروم،[330] فاستبطأ الناس في الخروج لوجع محمد. وكان أول ما ابتدئ به من وجعه أنه
خرج إلى البقيع
ليلاً فاستغفر لهم ثم رجع إلى أهله، فلما أصبح ابتدئ وجعه، وكان صداع الرأس مع
حمّى،[328] ويُروى أنّ سبب مرضه كان السمّ الذي دُسّ له في طعام وهو في خيبر،[331] وكان من شدّة وجعه أن كان يُغمى عليه في اليوم الواحد مرات عديدة.[332]
حتى دعا نساءه يستأذنهن في أن يُمرّض في بيت عائشة بنت أبي بكر، فانتقل إلى بيتها يمشي بين الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب.[330]



وفي أحد الأيام خرج محمد على أصحابه عاصبًا رأسه، حتى جلس على المنبر
فقال «عبدٌ خيّره الله بين أن
يؤتيَه زهرةَ الدنيا وبين ما عنده، فاختارَ ما عنده»، ففهم أبو بكر
وبكى وقال
«فديناك
بآبائنا وأمّهاتنا»، فقال محمد «إنّ
أمنّ الناس عليّ في ماله وصحبته أبو
بكر، ولو
كنت متخذًا خليلاً، لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً، ولكن إخوة الإسلام. لا
تبقينَّ في المسجد خوخة
إلا خوخة
أبي بكر»،[333][معلومة
17] ثم خطب فيهم مرات عديدة دعا فيها إلى إنفاذ جيش أسامة بن زيد، وأوصى المسلمين بالأنصار خيرًا.[334]
ولما ثقُل عليه المرض، أمر أبا بكر
أن يصلي بالناس، وعاد جيش أسامة بن زيد إلى المدينة بعد أن عسكر خارجها منتظرًا ماذا يحلّ بمحمد.[334]
وقبل وفاته بستة أيام تجمع عنده عدد من الصحابة
فقال لهم وهو يبكي «مرحبًا
بكم وحيّاكم الله، حفظكم الله، آواكم الله، نصركم الله، رفعكم الله، هداكم الله،
رزقكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله
بكم، وأستخلفه عليكم».[335]
وكانت عامة وصيته حين حضره الموت «الصلاة، وما ملكت أيمانكم».[336]