الأمية



أود الإشارة بداية إلى مفهوم الأمية ، فكلمة "أمي" وردت في القرآن الكريم نسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي وإلى أمته: "هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلو عليهم آياته"... الآية. أمة أمية نسبة إلى الأم أي التي على أصل ولادة أمهاتها لم تتعلم الكتابة ولا القراءة. و منه قوله عليه الصلاة والسلام: "نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب" لأن القراءة والكتابة إنما تكتسب بالاستفادة والتعلم.
وفي تعريف اليونسكو سنة 1958 الأمي هو الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب أو يفهم عبارة قصيرة وبسيطة عن حياته اليومية.
وفي تعريف آخر: الذي يعجز عن التواصل مع غيره خارج الخطاب الشفهي.
ومحا الأمية أي أذهب أثرها، ومن أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم: الماحي أي الذي يمحو الكفر ويصفي أثره.
وبالنسبة للوسائل المتخذة لمحو الأمية منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد تلقيه الأمر الإلهي بالقراءة والكتابة، حيث إن أول آية أنزلت عليه صلى الله عليه وسلم هي: "اقرأ" وثاني سورة نزلت من القرآن الكريم سميت سورة "القلم" وفي مطلعها أقسم الله تعالى بهذه الأداة الصغيرة في حجمها "ن والقلم وما يسطرون".
نستفيد من الطريقة العملية التي انتهجها رسول الله صلى الله عليه وسلم للقضاء على الأمية لدى المسلمين:
1-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث المسلمين على التعلم وطلب المعرفة "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد". ولم يقيد المرء هنا بسنوات محددة أو مرحلة معينة ليتعلم خلالها بل أمره بطلب العلم إلى آخر لحظة في حياته سواء طال عمره أو قصر.
2-
لم يقف حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم الكتابة والقراءة عند الرجال فقط بل شمل النساء أيضا. وإن الشفاء بنت عبد الله قد علمت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.
3-
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كتابة الوحي.
4-
في غزوة بدر كان بعض أسرى قريش ممن يعرفون الكتابة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الواحد منهم يعلم 10 من أبناء المسلمين الكتابة مقابل فدائه من الأسر. وفي هذا تأكيد للخطوات العملية التي انتهجها الرسول صلى الله عليه وسلم لدعم العلم وتثبيت قواعده.
5-
روى الطبراني في الكبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال أقوام لا يُفَقّهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون. والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة".