القيم: الإنسانية



القيم:  الإنسانية
تُعَدُّ القيمُ الإنسانية من القيم الشاملة بعد القيم الدينية، وهي تضبط علاقة الطفل بالعالم ككل، وبالإنسان أينما كان، بصرف النظر عن جنسه أو عرقه أو لونه، والقيم الإنسانية تَعُدُّ الحضارةَ الإنسانيةَ كُلاً مُتكاملاً، لذلك نراها تدعو إلى بناءِ عالمٍ إنساني متكافئ ينبذ التمييز بكل أشكاله، وتسود فيه العدالة والمساواة والسلام، ويدخل في هذا الباب احترام عادات الآخرين وتقاليدهم والاعتراف بها، بل والتعرف إليها لأنها تندرج تحت عنوان الحضارة الإنسانية، ولعل ما تدعو إليه القيم الإنسانية موجود بقوة وبكافة أبعاده ومناحيه في الدين الإسلامي الحنيف، ولسنا في حاجة هنا إلى ذكر أدلة وشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تدل على الدعوة إلى احترام الإنسان بكافة أبعاده أينما كان، ضمن جوٍّ إنساني نقيٍّ يقوم على الاحترام المتبادل في كافة الأمور:
وهنا لا بد لنشيد الطفل من أن يُطلع الطفل على مساحة أوسع من العالم ليوسع ثقافته بتعريفه على ثقافة البلدان والشعوب وعاداتها, لذلك كان لا بد من الحديث عن شبكة الإنترنت كوسيلة تواصل لا غنى عنها في فتح نوافذ جديدة على هذا العالم الملون، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة ترشيد استخدام الإنترنت:
أ.د. غيلان الشرجبي
> يستطيع كل منا - بمناسبة او بلامناسبة - ان يتحدث عما تحقق لهذا الوطن من منجزات ثورية - لا ينكرها الا جاحد او مزايد - واستثني من هذا التوصيف - أولئك الذين يقارنون بين الواقع والطموح - فيجنح بهم الخيال - وبحسن نية - ليبنوا قصوراً في الهواء - بالحديث عن ما كان يفترض - وكأنهم قادمون من كوكب آخر - لا  علاقة له بعالم الانسان - وما فيه من كوارث وفتن، وصراعات ومحن - فمن حق هؤلاء ان يرسموا في الخيال (أروع مثال لجمهورية افلاطون) فالطموح مشروع - على ان يدركوا ان الجمهورية اليمنية لم تأت على (طبق من فضة) وان الثورة لم تفرش لها الارض بالورد، ولم يستقبل الثوار بالزغاريد - ولم ينشر في طريقهم البخور وترش في موكبهم العطور .
نعم: لقد كانت الثورة (عرساً وطنياً) عبق بروائح البارود، و مضمخ بالدماء الزكية - وذلك هو الفرق - انه الفارق بين احلام خيالية وردية، وبين اعراس ثورية، مهرناها بالتضحيات والنضالات - وتوجناها بأكاليل النصر وكسوناها حللاً من الصمود الذي نسجته سواعد الابطال، وطرزته ارواح الشهداء.
ونعم: لقد كانت اعراساً صاخبة - بأزيز الطائرات وهدير الدبابات والقاذفات - ولعلعة المدافع والرشاشات - والبون شاسع بين هذا وذاك- ومن لم يستوعب هذه الفروق لا يمكن ان يستوعب (منظومة القيم الوطنية) وهي قيم سلوكية لا مجرد شعارات فضفاضة .. والخطاب السياسي السائد يؤكد هذه المفارقات - وان (منظومة القيم) لدى البعض - يشوبها اضطراب ملحوظ.. إذ:-
(1) - إن من تتجذر في اعماقه القيم الثورية يستحيل ان ينتقص جدواها لمجرد الاختلاف في الرأي او تضرر مصالح شخصية او حزبية ولا حتى حين حدوث بعض الاختلالات في مسيرة الثورة او الشعور بأن ما انجز ليس بمستوى المنجز - وما حدث لا يوازي الحدث - فمقارنة عمر الثورة، او الوحدة - بما تحقق يعد محاكمة تعسفية للتاريخ:
فالانصاف يقتضي النظر الى الجزء المملوء من الكأس لا العكس - ولوحدث ذلك لأمكن المقارنة بين ما كانت عليه اليمن قبل الثورة وما هو عليه الآن - أولاً - والى ما تعرضت له من مخاطر وتداعيات ومراهنات لم تنته بعد - ثانياً - وبهذا التقييم الموضوعي سنجد ان ما تحقق من منجزات اقرب الى المعجزات - وهي ارقام وحقائق كانت صفراً في السابق.
(2) - إن الذين ادمنوا الشعارات يعانون - ربما - من فقدان الذاكرة - او تعمد قلب الحقائق بدافع المكايدات والمزايدات - والا لما تنكروا وانكروا لافضال الثورة على الجميع - وانه لولاها لما امسكوا بأقلام ولما تعلموا احرف الكلام - فإذا بأفكارهم الظلامية تحوِّل النور ظلاماً - ولولا الوحدة وما جادت به علينا من روافد الحرية لما امتلك هؤلاء حرية التعبير - ولتذكروا أوضاع الامس حيث. «لاصوت يعلو فوق صوت الحزب» جنوباً - و (دستور يحرم الحزبية) شمالاً - في زمن التشطير.
(3) - إن التشويش الذي يعاني منه البعض قد اوصلهم الى حالة يرثى لها ، فاختلط الحابل بالنابل، و خلطوا الاوراق ولم يعد بإمكانهم التفريق بين الماء والدقيق، واصبحت البرهنة على ان (س) او (ص)  من الاحزاب او الافراد معارض توحي: ان صاحبها قد اصيب بـ(عمى الالوان) فلا يميز بين (ثوابت ومتغيرات) ولا بين اختلاف مع سلطة او حزب حاكم وبين مكتسبات - لنشهد مغامرات يائسة لهدم (البيت على رأس ساكنيه)، فالوطن والثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية كلها مستهدفة - وكلها اشياء عدمية بهدف الضغط والمساومة.
والادهى من ذلك : ان مصادر هذه الاصوات النشاز لا تنقد بهدف الاصلاح ، فالمصلح الاجتماعي لابد ان يمثل القدوة والا لصدق عليه القول:
لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله
                 عار عليك إذا فعلت عظيم
واستحضر هنا الحديث النبوي الشريف «ما أسكر قليله فكثيره حرام»،إذ كيف ينتقد الكذب من يكذب، والغش والتزوير من يغش ويزور،  والسرقة من يسرق، ونهب المال العام من ينهبه، والفساد من هو غارق فيه حتى فروة الرأس وو.. الخ.. والغريب (ان التقية اصبحت أداة للفتوى الشرعية البرجماتية) لنسمع من يحل لنفسه ما يحرمه على غيره .. فمن حقه (ان يزوِّر الانتخابات بذريعة ايصال عناصره الى السلطة) وان ينهب (فهذا مال الله لتوظيفه في اعمال دعوية)، كما لا يجوز مقارنة فلان بفلان وان تساوت سلوكياتهما (فذاك فيه بذرة الخير والآخر غلبت عليه شقوته).. الخ.. وهكذا نسمع عن (أصحاب شعارات أممية بعقليات انفصالية)، واخرى (قومية يكرسون سلوكيات شللية) او (شعارات وحدوية ينتصر اصحابها للولاءات المناطقية) وهلم جر.. وكلها مؤشرات على اضطراب منظومة القيم وتضخم مفهوم الذات، وتزكية النفس.
(4) - ان المواطنة الحقة والوطنية الصادقة تضحيات ومواقف نضالية لا مجال فيها لحسابات الربح والخسارة، وهؤلاء الذين تحولوا الى (ملكيين اكثر من الملك) و (متأمركين أكثر من الامريكيين) باسم المعارضة ، إنما يكشفون عن ضحالة الانتماء الى الحد الذي نشعر معه بالتقزز والغثيان لانحدار اقلام واسماء كنا نحسبها أعلاماً الى الحضيض لتدافع عن (احداث مران) وكأنها ليست تمرداً على الثورة والجمهورية، ودعوة لنظام إمامي اثني عشري لا علاقة له بثوابت الاجماع الوطني - ويبلغ هذا الغثاء مداه بالتباكي على ضحايا المؤامرة الحوثية وكأنهم لم ينتصروا لأفكار موبوءة وتقاليد رجعية ، ولأن هذا الخطاب السياسي تاهت هويته، فقد صار تمجيد السلبيات ديدنة وإثارة العصبيات ميدانه، واغفال الايجابيات هدفه والتقيم والتضليل غايته، واني اتحدى أياً من (الصحف الصفراء) المهوسة بالافتراء ان تستعرض ما كتبته عن ملاحم الثورة واسطورات (صمود
القيم الإسلامية
مما يميز قيم التربية الإسلامية عن غيرها من القيم معرفة خصائصها والتي بمعرفتها يزداد المرء ثقة وقناعة بكونها حلا لمشاكل البشرية ووسيلة لإسعادهم في الدارين .
وفيما يلي عرض لأهم تلك الخصائص:-
أولا : الربانية :
وهي من أعظم مزايا القيم الإسلامية على الإطلاق ، وذلك أن الوحي الإلهي هو الذي وضع أصل لها وحدد معالمها ، قال تعالى {
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } الواقعة ( 80) ، ( المانع ، 1426 ، 152 ) .
والقيم الإسلامية ربانية المصدر و المنهج والغاية والهدف :
-
فهي ربانية المصدر :
باعتبارها جزء من حيث يقول الحق عز وجل {
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًىوَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } النحل ( 89 ) .
-
وهي ربانية المنهج :
وفي ذلك يقول تعالى {
قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي } يوسف ( 108 ) .
- وهي كذلك ربانية الهدف والغاية :
حيث بصرف التربية الإسلامية إلى غاية عظمى وهي مرضاة الله عز وجل قال تعالى{
وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات ( 56 ) ( خباط ، 2004 ، 62-63 )
ويترتب على أن القيم من عند الله تعالى عدة اعتبارات منها :
أ- أن القيم تتسم بالعدل :
فالعدل في الإسلام مطلق وبعيد عن أهواء البشر ، قال تعالى {
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} النساء ( 58 ) .
ب- أن القيم تتصف بالقدسية :
تُحترم وتلتزم القيم في الإسلام لأنها تقوم على الإيمان . ( د. سامية عبدالرحمن ـــ القيم الأخلاقية ص ( 39 ) ).

جـ- أن القيم تنال ثقة المسلم :
باعتبارها مستمدة من كتاب الله فإن ذلك يؤدي إلى شعور عميق بالثقة الكاملة بتلك القيم .( د. نادية شريف العمري ، ص ( 20 ) ).

د- ارتباط القيم بالجزاء الدنيوي والأخروي :
فالتزام شرائع الإسلام وقيمه مرتبط بالترغيب والترهيب وبالوعد والوعيد قال تعالى :
{
وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا} الجن ( 16 ) .

- ثاني السمات: الوضوح :

ويدل على ذلك وصف القرآن وهو مصدرها الأول بأنه كتاب مبين ونور وهدى للناس ، وتبيان ، والفرقان والبرهان ، وما ذلك إلا لوضوحه قال تعالى {
قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} المائدة ( 15 ) ( الجمل ، 1416 ، 25 ) .

- ثالثا : الوسطية :

وذلك بالجمع بين الشئ ومقابله ، بلا غلو ولا تفريط ، فمن ذلك التوازن بين الدنيا والآخرة ، قال تعالى {
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } القصص ( 77 ) .
ومن ذلك الوسطية والتوسط في الإنفاق والعاطفة وتوفية مطلب الجسد والروح .
قال تعالى{
وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَاكُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا } الإسراء ( 29 ) .

- رابعاً : الواقعية :

قال تعالى {
لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } البقرة ( 286 ) .
فالقيم الإسلامية واقعية
يمكن تطبيقها لا تكليف فيها بما لا يطاق ، ولا تغرق في المثالية التي تقعد بالناس عن الامتثال ،




فالعبادات واقعية ، والأخلاق واقعية ، والقيم كذلك واقعية راعت الطاقة المحدودة للناس فاعترفت بالضعف البشري وبالدافع البشري ، والحاجات المادية ، وبالحاجات النفسية . ( القرني ، 1426 ، 136 ) .




ويضرب الدكتور خالد رضا الصمدي على ذلك مثالا فيقول:
" فالعدل على سبيل المثال قيمة إسلامية راسخة ، ولكن تحقيقه في الواقع مدافعة للظلم بقدر الاستطاعة ، ولذلك كان رسول الله يقول : « إنما أنا بشر ، وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض ؛ فأحسب أنه صدق ؛ فأقضي له بذلك !فمن قضيت له بحق مسلم ؛ فإنما هي قطعة من نار ! فليأخذها أو ليتركها ! » رواه البخاري في كتاب المظالم والغصب .

والحب قيمة إسلامية عظمى ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العدل بين زوجاته في هذا الجانب كان يقول : « اللهم ! هذه قسمتي في ما أملك ؛ فلا تلمني فيما لا أملك » رواه الترمذي في كتاب النكاح ، يعني الميل العاطفي .

-