فن تشكيلى



تعريف المصطلح فن تشكيلى

ما هو الفن التشكيلي:

هو كل شيء يؤخذ من طبيعة الواقع . ويصاغ بصياغة جديدة . أي يشكل تشكيلاً جديداً.

وهذا ما نطلق عليه كلمة (التشكيل) .

والتشكيلي: هو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال .آخذاً مفرداته من محيطه. ولكل إنسان

رؤياه ونهجه، لذا تعددت المعالجات بهذه المواضيع ، مما أضطر الباحثون في مجالات العطاء الفني أن يضعوا هذه النتاجات تحت إطار ( المدارس الفنية).

ولنبدأ بالمدرسة الواقعية:

وهي المدرسة التي تنقل كل ما في الواقع والطبيعة إلى عمل فني طبق الأصل، فهي مجمل رصد لحالات تسجيلية كما أقتضاه الواقع من حيث الظروف السياسية والاقتصادية والدينية في ذلك العصر. كما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقع معين ما يخص المجتمع.

وقد تدخلت عواطف وأحاسيس الفنان في رصد هذه الأعمال فكان هناك الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية.

إن دور الأهم الذي يميز تلك المرحلة ، توثيقها لمجمل الشخصيات التي كان لها وزنهاالاجتماعي

والسياسي والديني في تلك الفترة.

لذا نلاحظ – ومنها تندرج كثير من أعمال الكلاسيكين التي تهتم بالطبيعة والبورتريه ورسم المزهريات والطبيعة الصامتة

المدرسة الأنطباعية:

في هذه المدرسة أي (الأنطباعية) حمل الفنان مرسمه وخرج للطبيعة وتخلى عن المراسم

والغرف المغلقة .

كان هناك ما يسمى بالرصد لتلك الحالة المتجلية في الهواء الطلق . ليضفي الفنان على عنصر المشهد الماثل أمامه حالة حسية انطباعية .لها علاقة مباشرة مع إحساسه بالمشهد . بطريقة حسية سميت بالانطباعية . وقد تميز أعمال الانطباعيين ومنهم الفرنسيين خاصة . بتركيز الفنان على عنصري الظل والنور . وهنا برز أعلام لتلك المدرسة أمثال الفنانيين:

ادوار مانيه – سيزان – ادغار ديغا – رينوار – كلود مونيه.


ما بعد الانطباعية: أو ( الانطباعية الجديدة)

وهي حصيلة المدرسة الانطباعية وما قبلها ، لكن بأسلوب جديد وفن حديث ، وهنا كان لا بد أن ينعكس الإحساس بعدم الرضى الذي ساور الرسامين الانطباعيين كافة في الثمانينات القرن التاسع عشر على الفنانين الذين جاؤوا من بعدهم أمثال( فان كوغ وبول غوغان ).
وهذه المدرسة تمثل المرحلة الاخيرة من الانطباعية. كونه لم يعد في نظر الفنانين ما بعد الانطباعية – تلائم روح العصر- وتولد القناعة لديهم إن شيئاً جوهرياً –أكثر أصالة وعمقاً – ينبغي أن يحل مكانه . فمثلاً: فان كوغ وهو فنان هولندي عاش ما بين عام 1853-1890 تميز:

-
عنده التكوين ببساطة ذاتها. - مع النزوع الى التناسق.

-
الالوان عالية النغمة . - كما أدرك الشمس والظل فرسمهما.

-
لضربات فرشاته شدة متوترة. - أيضاً كان يرسم وهو في الطبيعة ذاتها.

وكان يرسم الموضوعات اللاشخصانية والمجهول للانطباعية.

ولم يسبق لرسام أن ترك آثار فرشاته على سطح القماش في ذلك الوقت.

وتوالت لوحات فان كوغ واحداً تلو الاخرى منها: البساتين – اكوام القش – الحصاد

البيت الاصفر – في المقهى – غرفة النوم – باحة السجن....الخ.


المدرسة الرمزية :

وهي ترميز الاشياء من خلال اللون، وترميز الوضعية للحالة أيضاً .

كما عمل الفنان روزيتي :

فالفنان روزيتي جرب الرمزية من خلال لوحة (بياتريس المقدسة) . وهي لوحة تذكارية رسمها لوفاة زوجته .وكان هدفه الاحتواء الرمزي لوفاة بياتريس في اللوحة.ترينا لحظة صعود بياتريس الى السماء . وكأنها في غيبوبة وكان كل لون استعمله روزيتي معناه الواضح في الترميز .

أهم الفنانين الرمزية :

جيمس وسلر – دانتي روزيتي – شافان – غوستاف مورو .


المدرسة التعبيرية :

نشأت التعبيرية في المانيا 1910.
وفكرة التعبيرية في الاساس هي أن الفن ينبغي أن لا يتقيد بتسجيل الانطباعات المرئية بل عليه أن يعبر عن التجارب العاطفية والقيم الروحية . وهناك فنان ألماني أشتهر بالتعبيرية في بدايته هو الفنان هنري ماتيس1869-1954 فقد أعلن ماتيس بقوله : التعبير هو ما أهدفه قبل كل شئ . فأنا لايمكنني الفصل بين الاحساس الذي أكنه للحياة وبين طريقي في التعبير عنه .
أهم الفنانين :هنري ماتيس – هنري روسو – أميل نولده – بيكاسو.


المدرسة الدادائية:

ولدت الدادائية في عام 1916.

ومبتكر الدادائية هو الشاعر الروماني (تريستان تازارا). حيث قال :

أن الدادائية لا تعني شيئأ .

وانتشرت الدادائية بين عامي 1918 – 1920 من ألمانيا .والدادائية تمثل بالفن حالة رفض لفترة البلشفية الالمانية - لذلك لم تدوم طويلاُ – كان هناك فنان أسمه شفيترز

لجأ الى الارصفة والى صناديق القمامة ولجأ الى كل ما يخدم غرضه لعمل قطعة فنية من سائر المهملات القديمة في عمل (الكولاج) . عامل شفيترز هذه البقايا بحنان

منتقياً إياه لخواصها المظهرية- شكلاً ولوناً ونسيجاً ...لكن دون أن يخفي هويتها الاصلية مطلقاً .

وكان أكثر الفنانين شأناً وصلة هم الفنانين ( زيوريخ هانز – وجان أرب ).


المدرسة السوريالية :

انبثقت السوريالية بفضل اطلاع الشاعر آندريه بريتون على أفكار الفيلسوف فرويد

بين العقل والخيال وبين الوعي واللاوعي.

استحدثت السوريالية بسطوة الاحلام. وبتلاعب الفكر الحر.

ورسم السوريالية هي نصف استعادة للذاكرة ونصف حلم مع حرية تامة في الصورة التلقائية . من أهم السورياليين : خوان ميرو- آرب- آيرنست.

المدرسة التجريدية :

وهو تجريد كل ما هو محيط بنا عن واقعه، وإعادة صياغته برؤية فنية جديدة فيها تتجلى حس الفنان باللون والحركة والخيال.

وكل الفنانين الذين عالجوا الانطباعية والتعبيرية والرمزية نراهم غالباً ما ينهوا بأعمال فنية تجريدية ، وحالة المدرسة التجريدية متقدمة بالفن في وقتنا الحالي

مقولة لـ بول غوغان:

الفن تجريد استخلصه من الطبيعة بالتأمل أمامها وامعن التفكير جيداً بالخلق الناجم عن ذلك.

أهم الفنانين : خوان ميرو- كاندنسكي- بيت موندريان


ملاحظة: أود ان انوه هنا بأن الحديث عن الفن طويل جداً .لذلك قمت بأختيار بعض من المدارس الفنية الحديثة . واليكم اسماء الحقب الفنية التي لم نتطرق الى شرحها من العصر الحجري الى المدرسة الواقعية...



1.
الباليوليتي 2. الفن النيوليتي 3.الفن البدائي 4. فن الطفل 5. فن الجنون

6.
الفن الشعبي 7.الفن المصري 8. الفن الكريتي 9. الفن السيليتي 10. الفن الفارسي

11.
الفن الاغريقي 12.الفن الاتروري 13.الفن الروماني 14.الفن الهللينسي

15.
الفن الاشوري 16.الفن القبطي 17.الفن البيزنطي 18.الفن الساساتي

19.
الفن الايرلندي 20.الفن الانكلوسكوني 21. الفن السكندينافي 22.الفن الاوردو

23.
الفن الفايكنغ 24.الفن الاسلامي 25.الفن الأوتوني 26 الفن الروماوي

27.
الفن التكعيبي 28 الفن المستقبلي... 29- فن الوحشي



الكلاسيكية واقع تترجمه خطوط رسام هذه الحقبة التاريخية
كلمات تتردد هنا وهناك عن الفن ومدارسه، لا يعرف الكثيرون معناها ولا تطبيقها، حتى يصير الفن في كثير من الأحيان، خصوصًا الفن التشكيلي، وكأنه درب من الجنون أو فراغ الذهن، مع أن متابعة تطورات المدارس الفنية واتجاهاتها وظروف نشأتها، تكشف عن سجل حافل من تاريخ البشرية، وتغيرات المجتمع الفكرية والثقافية والاجتماعية مسجلة ومرصودة بأيدي الفنانين، وتعكس المدارس الفنية حالة المجتمع وأفكاره في كل مرحلة من مراحلها.
فالمدرسة "الكلاسيكية" هي التي عاصرت الثورة الفرنسية (1793م) وتبنت تلك المدرسة التعبير عن شعار الثورة الأشهر "العدل - الحرية - المساواة"، هكذا تقول عنها الكتب، لكن الأعمال الفنية الكلاسيكية نفسها تعكس مجموعة من القيم والمفاهيم، ربما لا تتوافق مع شعار الثورة الفرنسية الذي اتخذته المدرسة الكلاسيكية شعارًا لها.
فمن خصائص الأعمال الفنية في هذه المدرسة أن يسود العقل حتى يصبح هو المعبود، وذلك على اعتبار أن غايتها القصوى تتمثل في تجسيد الجمال في جوهره الخالص المجرد، دون ترك أي بُعد للغيب أو الخيال في هذا التعبير الفني.
فمثلاً تتميز أعمال المدرسة الكلاسيكية بتحويل صور الطبيعة إلى قيم زخرفية وأشكال هندسية، فالجمال فيها هو جمال هندسي يخضع لأحكام العقل لا الخيال. فهو جمال هندسي يستخدم الخطوط الحادة والبناء المحكم.
أيضًا من خصائص المدرسة الكلاسيكية ازدراء اللون، فلا تجد في الأعمال الكلاسيكية تعبيرًا بمساحات لونية كبيرة أو علاقات لونية متداخلة، لكن تجد زخرفة مبنية أساسًا على الخط والتصميم الهندسي المحكم، وتوازن الكتلة مع فخامة التكوين.
لذلك تبرز أهم عيوب المدرسة الكلاسيكية في إطارها الضيق الذي يحول كل أشكال التعبير إلى أشكال هندسية، وهو ما يتناقض مع حب التعبير عن الحياة النابضة في شتى صورها، كما يؤكد الفنانون الكلاسيكيون في أعمالهم بهذا الأسلوب الهندسي على إعلاء شأن العقل على حساب الروح والإحساس والخيال، وهو أمر قد يتناقض -ولو ظاهريًّا- مع شعار الثورة الفرنسية الذي كانت الكلاسيكية تعبيرًا حيًّا عنه، لكنه يتفق مع مضمون تلك الثورة وسلوكها الذي تبنى فكرة علمنة الدين وفصله عن الحياة وتحويله لعبادات فردية داخل أماكن العبادة، أما الحياة فيحكمها العقل وحده وتسانده المصلحة.. هكذا قالوا!
أهم فنانيها
ومن أشهر فناني هذه المدرسة المصور "جاك لويس دافيد" فقد كان من بين أعضاء محكمة الثورة التي قضت بالإعدام على الملك "لويس السادس عشر" فأصبح بعد ذلك مصور الثورة الرسمي، وقد تجلَّت النزعة الكلاسيكية في لوحة له تتسم بالرصانة ويتعلق موضوعها بواقعة وطنية من تاريخ الرومان وهي لوحة "يمين الإخوة هوراس".
وقد عمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة؛ فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه، وقد أنشأ دافيد "أكاديمية الفنون" التي كانت ممثلاً للذوق الرسمي للثورة الفرنسية وحاربت جميع الحركات الفنية الجديدة.
وبعد وفاة دافيد تولى تلميذه "جان دومينيك أنجر" زعامة الكلاسيكية في فرنسا وبالرغم من اتفاق أنجر مع المبدأ الكلاسيكي اتفاقًا تامًا في ازدراء اللون، والاعتماد على الخط والتصميم الهندسي المحكم، إلا أنه كان هناك اختلاف أساسي بينه وبين أستاذه؛ فقد كانت الهندسة عند دافيد هندسة "محسوبة" على حين أنها عند أنجر هندسة "محسوسة".
وكان الفنان الإسباني فرانسيسكو جويا معاصرًا لدافيد، وكان ثوريًا مثله، ولكنه كان نقيضه فبقدر ما كان دافيد متزمتًا في فنه يزدري التعبير عن المشاعر والأحاسيس، كان جويا يتخذ من الفن وسيلة للتعبير عن أعمق مشاعره الذاتية، وبقدر ما كان دافيد يعتمد على الهندسة والحساب والقواعد الصارمة كان فن جويا يعتمد على إلهام اللحظة؛ وهو ما يعني أن جويا كان يتململ من الكلاسيكية ويخرج في بعض الأحيان عن إطارها المادي.
مثال من جويا
Posted Image
في هذه اللوحة "السجين" يعبر جويا عن خصائص الكلاسيكية وفق طريقته، فهو يعتمد على تركيز الكتلة في قلب اللوحة (الرجل المقيد)، ويكرّس معاني كبت الحرية والقهر باستخدام الزوايا الحادة والخطوط المباشرة في تحديد معالم جسد الرجل المقيد، ولا يترك مساحة في اللوحة للتعبير الحر من المتلقي، بل يقدم تعبيره عن القيد في شكل هندسي مباشر، دون علاقات لونية مركبة، بل اللوحة عبارة عن خلفية في قلبها الموضوع مباشرة (رجل يجلس مكبلاً بالقيود)
لوحة "موت مارات"
Posted Image
هذه اللوحة للفنان جاك لويس دافيد مصور الثورة الرسمي فلنتتبع خصائص المدرسة الكلاسيكية فيها:
1 -
إزراء اللون: اعتمد على الظلل والنور في إبراز الجسد والأشياء المحيطة به وكأن هناك ضوء مسلط من وراء الميت لإظهاره وشد الانتباه إليه والتركيز عليه فساعد في إظهار هذا الضوء الخلفية القائمة ثم أخذ دافيد في تصفيف حدة القتامة في الجزء الأسفل من الميت واستخدم الضوء بشدة في الساعد ليجذب الانتباه بعد ذلك إلى الرسالة الموجودة في يده وهنا نرى خاصية أخرى من خصائص المدرسة وهي.
2 -
الخطوط الحادة:
ترى الرسالة التي في يد الميت والموجودة على المنضدة تعطي إحساس أنها مصنوعة من ورق مقوى فهي جامدة وحتى القماش سواء الأبيض أو الأزرق الداكن يعطي إحساسًا بالجمود والصرامة والحدة وهذا يتنافى مع طبيعة القماش اللينة المرنة وطبيعة الورق فنرى صفات الحدة والصرامة والجمود طاغية على طبيعة الأشياء.
3 -
تجسيد الجمال دون ترك بعد للشعور:
يتجلى هذا في جسد الميت فلقد اهتم الفنان بإظهاره بكل تفاصيله وحيويته وكأنه جسد لشخص حي مستند برأسه إلى الخلف مستسلمًا للأفكار.
واهتم بإظهار براعته ودقته في التصوير على حساب إعطاء الإحساس بالموت وإنما عبر عنه بالجرح الصغير في الصدر والسكينة الملقاة على الأرض والدم فلا نحس بالاسترخاء التام والسكون الذي يصحب الموت ولكن كل العضلات مشدودة ومنقبضة