السفسطائية





http://illiweb.com/fa/empty.gif




السفسطائية كما تشير أغلب الكتب هو مذهب فكري-فلسفي نشأ في اليونان إبان نهاية القرن السادس وبداية القرن الخامس في بلاد الإغريق (اليونان حالياً)، بعد انحسار حكم الأوليغارشية (الأقلية) وظهور طبقة حاكمة جديدة ديمقراطية تمثل الشعب، وقد ظهر السفسطائيون كممثلين للشعب وحاملين لفكره و حرية منطقه ومذهبه العقلي والتوجه المذكور هذا هو الذي كلفهم كل ما تعرضوا له من هجوم حتى ليصدق القول بأن السفسطائيين كانوا من أوائل المذاهب الفكرية التي تعرضت للتنكيل والنفي والقتل لمجرد كونها تخدم مصلحة الضعفاء والمساكين، فقتل أغلب قادتهم وشرد الباقون، كمثل ما حصل مع هيبياسي، الذي كان من أشهر قادة الديمقراطيين، والذي تعرض فيما بعض للإعدام. وكذلك بروتاجوراس الذي أوكلت إليه مهمة وضع دستور للبلاد الإغريقية إبان الحكم الديمقراطي الجديد، حيث أحرقت كتبه ونفي من أثينا. وغير ذلك "بروديقوس" الذي عذب وحوكم بالإعدام بشرب السم بتهمة افساد عقول الشباب!!!


تطور المدرسة السفسطائية

في القرن الخامس قبل الميلاد هاجم الفرس بمساعدة الفينيقيين بلاد اليونان ومع أن اليونانيون قد هزموا الفرس والفينيقيين فقد خرجوا من الحرب منهوكي القوى ثم أدركوا أن الفرس لم يستطيعوا أن يصلوا إلى بلادهم البعيدة إلى اليونان إلا بأسباب الحضارة المادية القائمة على العلم فاندفع الشبان اليونانيون لتعلم العلم ولكن المعلمين كانوا قليلين فتصدى( أي قام ) للتعليم أناس كثيرون عاديون ولكن على شيء من المعرفة سموا أنفسهم ( سوفيتيس) ( المعلمين البلغاء أو معلمي الحكمة).

ومع أن هذا الاسم سوفيتيس (و يعني سفسطي أو سفسطائي) كان في الأصل وصف مدح فإن هؤلاء المعلمين المتكسبين بالعلم حقا وباطلا قد جعلوا منه صفة ذم فأصبح قول سفسطة يعنى بها الكلام الذي فيه تمويه للحقائق مع فساد في المنطق مع صرف الذهن أيضا عن الحقائق والأحوال الصحيحة أو المقبولة في العقل و تضليل الخصم عن الوجهة الصحيحة في التفكير


المنهج السقراطي


- الحوار الفلسفي:
كانت الفلسفة قبل سقراط مجرد حديث للنفس عن الحقيقة والوجود، وكان الفيلسوف يقدم عرضاً ذاتياً لآرائه. لكن الفلسفة مع سقراط أصبحت حواراً مع الآخرين، وليست تأمّلاً للذات مع ذاتها، وكان يحاور الناس ويناقشهم في كل مكان، في الأسواق والشوارع والبيوت وساحات القضاء، وكان الغرض من الحوار دعوة الناس جميعاً والشباب بخاصة إلى الفكر والفلسفة.
2-
السؤال السقراطي:
تجلت عبقرية سقراط في السؤال الفلسفي الذي يوجهه إلى الآخرين، وتميّز هذا السؤال بخصائص واضحة، منها أنه سؤال موجّه بهدف معرفة الحقيقة. وأصبحت مهمة المفكر أن يبدأ بوضع السؤال قبل سرد الأفكار والآراء. ويمتاز السؤال السقراطي أيضاً بأنه سؤال عن "الماهيات" أي عما هو الشيء؟ والخطة الأولى في المحاولة السقراطية هي إرغام الرجل على أن يرى بنفسه أن أفكاره الحالية خاطئة أي ناقصة، وفي سبيل ذلك كان سقراط غالباً ما يستخدم نوعاً خاصاً من التندر بالذات أو التواضع، وهو المنهج الذي عُرف باسم "السخرية السقراطية"، ولقد منح ذلك سقراطاً سمعة عظيمة خاصة بين الشباب الذين طربوا لرؤية الأفكار العتيقة لشيوخهم تتحطم تحت وطأة سخرية سقراط.
3-
التهكم والتوليد:
اشتهر منهج سقراط ب"التهكم والتوليد". فقد نشأ التهكم من اكتشافه لجهل الآخرين وعدم معرفتهم بحقيقة الأشياء التي يتحدثون عنها، والسخرية تعبر عن موقف سقراط من الجهل. وكانت حكمته وفضيلته في أنه كان يعلم أنه يجهل الحقيقة، بينما كان يدّعي الآخرون معرفتهم بالحقيقة، وهم جاهلون بها. أما التوليد فإنه يعني توليد الأفكار من العقول.